سيدنا إدريس عليه السلام

بعد وفاة أبا البشرية آدم –عليه السلام- بدأ الناس ينسون ربّهم الواحد تدريجياً،بدأوا بالابتعاد عن الطاعات وبدأ انتشار المعاصي بكثرة,, فبعث الله سيدنا إدريس –عليه السلام- يُذَكِّرهم بدينهم ويدعوهم لعمل الطاعات والابتعاد عن المعاصي..
وعلى الرغم أنّه –إدريس عليه السلام- كان أول نبي بعد سيدنا آدم-عليه السلام- إلّا أنّ الكثير يعتقد أنّ نوحاً –عليه السلام- كان الأول للنبوة،،حتى أنّه لازال هناك إلى الآن من منهم الأول..
والصحيح أن سيدنا إدريس-عليه السلام- كانو أول (نبي)،وسيدنا نوح –عليه السلام- كان أول( رسول)..
بمعنى أن سيدنا إدريس –عليه السلام- لم يأتِ برسالة جديدة،فالناس كانوا لايزالون يعبدون الله وحده ، فلا يوجد شرك أو كفر ، فكان دور إدريس-عليه السلام- تذكيرهم بأعمال الخير والطاعات وحثّهم على العمل الصالح،أمّا نوحاً –عليه السلام- جاء برسالة التوحيد بعد أن شاع الشرك بين الناس وأنتشر.
____
قال الله تعالى عن إدريس-عليه السلام- في القرآن ( واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صِدّيقاً نبيا) .. [ آية 56 : سورة مريم ]
والصِدّيق هو المُصَدِّق لكل ما يجيء من عند الله –سبحانه وتعالى- ..ولو لاحظت ..فكل من يُسمّى بالصِدِّيق يكن في زمانه فريداً ! لا أحد مثله !
•أبو بكر الصِّديق –رضي الله عنه- كان أفضل أهل زمانه بعد الأنبياء..
•ومريم-عليها السلام- كانت صِدّيقة وكانت أفضل أهل زمانها..
•يُوسُف-عليه السلام- كذلك كان أفضل أهل زمانه..
•وإبراهيم –عليه السلام- كان صِدّيقاً أفضل أهل زمانه..
♦وبالمثل.. إدريس-عليه السلام- كان أفضل أهل زمانه إخلاصاً وتصديقاً..أي أنّه كان صادقاً في إيمانه ..صادقاً في إسلامه..مُصّدِّقاً لِما أُنزِل إليه من الله تعالى..مُخلِصاً صادقاً في أخذه وتبليغه..
_____
امتاز عليه السلام ببعض الأشياء كان أول من قام بها .،بعض العلماء يسمونهم أوليّات إدريس..
مثل ماذا مثلاً ؟!!
•كان أول من خطّ بالقلم..ويُقال أنّه لم يكن يكتب بالقلم وإنّما كان يكتب بالرمل..ويُقال هو أصل فنون الكتابة على الجدران التي ظهرت بـ مصر و العراق..
• كان أول من خاطَ-أول من اكتشف الخياطه- ..الشيخ الشعراوي-رحمه الله- قال أنّ الناس من قبله يلبسون جُلوداً من الحيوانات لتسترهم..
•كان أول من عرف علوم الحساب والفلك والنجوم..
•كان أول من استخدم الدواب للهجرة عليها..كالجِمال والخيل ..
•كان بارعاً في الهندسة المعماريّة وأول من صنع الآلات والأدوات ..
•••كان أبا المعرفة وأصل لمعظم العلوم..
_____
كان سيدنا إدريس –عليه السلام- من أنشط الأنبياء وأكثرهم اجتهاداً في التذكير بالله والدعوة للمعروف..حتى أنّه يُقال أنه لم يَترك آدميّاً إلّا ودعاه إلى الخير..
وفي يومِ من الأيام أوحى له الله تعالى "أن يا إدريس إني أرفع لك كل يوم من العمل كـ مثل أعمال أهل الأرض كلهم"
لأنه كان يدعوهم للخير ..والدال على الخير كـ فاعله ❤
من فرط فرحة سيدنا إدريس-عليه السلام- بهذا شرف وعطاء، أصبح يتمنّى أن يُطيل الله في عمره أكثر حتى ينال أكبر ثواب..
في يوم من الأيام جاءه مَلَك من السماء..إدريس -عليه السلام- قال: إنّ الله يكتُب لي في كل يوم مثل أعمال أهل الأرض كلهم..فأريد منك أن تُحادث مَلَك الموت ليتأخر عني بعضاً من الزمن لأنال أكبر الثواب..
فقال له المَلَك :ولم لاتذهب معي لتخاطبه أنت ؟
وبالفعل ..اصطحب المَلَك إدريساً –عليه السلام- وبدءا يعرجان من السماء الدُنيا إلى السماء الثانية إلى الثالثة حتّى وصلا للسماء الرابعة ووجدا مَلَك الموت هناك..
بدأ المَلَك مع سيدنا إدريس-عليه السلام- يُكلِّم ملَك الموت ويخبره بالطلب الذي طلبه منه إدريس –عليه السلام- ..فقال ملَك الموت: وأين النبي عليه السلام الآن ؟
قال: في السماء الرابعة !
قال :سبحان الله !!
قال: لِمَ..ما الأمر؟!
أجابه: أن الله وكّلني بقبض روحه الآن في السماء الرابعة! .. وقد كنت مُتَعَجباً كيف أقبضها في السماء الرابعة وهو عليه السلام في الأرض ؟
سأله المَلَك : وكم تبقّى من عمره ؟
قال:ولا حتّى طرفة عين ..
فقبض ملك الموت روح النبي إدريس-عليه السلام- وهو في السماء الرابعة !.. (و رفعناه مكاناً عليّا ) .. [ آية 57 : سورة مريم]
ولهذا في معجزة رحلة الإسراء والمعراج ، رسولنا محمد –عليه الصلاة والسلام- لمّا كان يرتقي السماوات ومرّ على السماء الرابعة قال "مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح"